Saturday, March 21, 2015

جنّتي السّامية

ستّ الحبايب، ياحبيبة~
ياأغلى من روحي ودمي~
ياحنينة وكلك طيبة~
ياربّي يخليكي ياأمي~
ياستّ الحبايب، ياحبيبة~


في عيد الأم أقول لأمي: كل يومٍ وأنتِ عيدي، فرحتي، دعواتي المستجابة وابتهالاتي. 
كل يومٍ وأنا أستمدّ طاقتي منكِ، أتقوّى بدعواتك وبها أعيش أيامي.
كل يومٍ وأنا أستيقظ الفجر وأراكِ تدعين الله وتقولين "يارب، أبنائي! كن لهم.. يارب، أبنائي! احفظهم بعينك التي لا تنام.. يارب، أبنائي!". 
كل يومٍ وأنا أتعلم منكِ كيف أكون امرأة قوية في الحق وشديدة على الباطل، امرأة صارمة ذات رأي حكيم وحنونة في الوقت نفسه. 
كل يومٍ وأنتِ سرّي الذي أناجي به الله، أدعوه في وِتري وفي صلواتي أن يديمكِ أجمل وأعظم نعمة في عمري وأن يحفظكِ من الزوال. 


أذكر حين تعلمتُ الكتابة أول مرة وأنا في المرحلة الابتدائية كنتُ أستقي من حبك أغنى إلهام لمشاعري، رغم أن لغتي ركيكة وخطّي سيء لا يُفهم وتعبيري بسيط جدًا وكلماتي مرصوصة بلا ترتيبٍ منطقي، إلا أنكِ كنتِ تستقبلين رسائلي وتنتظرينها في كل مناسبة بكل شوقٍ ولهفة.. مازلت أرى نظرة الحب في عينيكِ كلما فتحتِ صندوق الرسائل القديمة واستعرضتيها أمام الأقارب، كيف "أحبك ياماما وأوعدك ماأقربع دولابي تاني" كفيلة بأن تجعل عينيك تدمع حين تقرئين الرسالة التي مضى عليها أكثر من عشر سنين وماتزالين تبتسمين بنفس الامتنان واللهفة.. 
أول رسائل حبٍ كتبتها في حياتي: كانت إليكِ! وكل رسالة لغير عينيك لا تُحسب ولا تُعد.  


سامية: هو اسم أمي وأنا لا أخجل من والدتي أبدًا وأفخر بها بين كل الأنام وأقول اسمها بصوتٍ عالٍ. لا أخجل من كونكِ تركتِ دراستك ولم تحصلي حتى على شهادة الثانوية ومع ذلك جعلتيني وإخوتي نمحور حياتنا كلها حول طلب العلم، نحبّه، نفني العمر من أجله، ودائما أنتِ ووالدي تذكروننا بأن الله لا يترك طالب العلم وأنكم ترون أحلامكم فينا. المعنى الحقيقي لجملة "أحب الخير ليكم أكتر من ما أحبو لنفسي، وأفضلكم دايما عليّا" آمنت به وصدقته وعرفته منكِ أنتِ ووالدي!  
سامية، ومنكِ تعلمت كيف أسمو بمشاعري وأحلامي، كيف لا أرضى بالقليل وكيف لا التفت لأي شيء تافه وكيف لا ينشغل بالي! 
سامية، ومنكِ تعلمت النُّبل في الأخلاق كيف يكون، وكيف يكون التغاضي.. كيف أطلق بصري في السماء أتاملها، كيف أترك الأرض وأحلامها المحدودة وأطمح دومًا للهدف العالي!


ماما؛ الكلمة السحرية التي كلما ناديتها اطمئن قلبي لأني أعلم أنكِ لن تتركيني ولا للحظة أبكي دون أن تبكي معي وتمسحين دمعاتي، الكلمة التي إذا ناديتها مهما كنت غاضبة من الحياة أو عاتبة على بعض البشر أو كنت أشعر بالضيق فيكون ردّك والطيبة التي تغمر ملامح وجهك أكبر شاهدٍ على صغر كل المشاكل هذه وهوانها. كلما أبكتني الحياة تصالحيني معها وتجعليني أنسى كل الغضب وأتخطى مرحلة العتاب وأمضي ولا أفكر بالماضي.. 


أنتِ ياأمي..
برجي العاجي! فيكِ أماني، منكِ سلامي وإليكِ اطمئناني. 
أنتِ ياأمي..
جنّتي وقِبلة حياتي! تحت قدميك جنّة الآخرة ومن رأسك حتى أسفل قدميك أنتِ لي جنّة دنياي وحضنك هو فردوس أيامي. 


كل عيدٍ وأنتِ معنا، وحضنكِ هو أهم عنوانٍ في حياتي. 
كل عيدٍ وأنتِ ترفلين في أجمل ثيابك وبكامل صحتك وجمالك. 
كل عيدٍ وأنا أهنئكِ بأعيادك، وأكتب لكِ أحبكِ ياأمي يانور أيامي. 
كل عيدٍ وأنا أحرفي تزداد جمالًا لأنها حاولت فقط أن تنال شرف مجاراةِ طهرك ونقائك. 


أحبك ماما، وأعرف أني لو قضيت عمري كله في الكتابة عنكِ فأنا لم ولن أوفيكِ ولو قليل إحسانك، ولو قضيت عمري كله تحت قدمكِ أقبّلها فلم ولن أوفيكِ صرخة ألم أثناء حملك بي أو أثناء ولادتي. 

اللهم حنّن قلبي على أمي وأبي، اللهم اجعلني بارّة بهما عند حسن ظنهما بل وأفضل، اللهم وارزق أمي وأبي جلسة في الفردوس على سرر متقابلة مع نبيك ورسولك وخيار عبادك، اللهم وسخّرني لخدمة خلقك حتّى يذكروا أمي وأبي بدعواتهم كلما ساعدتهم وقالوا "اللهم ارحم والديها، اكرم والديها، احسن لوالديها، وعلّي مراتب والديها في الدنيا والآخرة، اللهم واحفظ لها والديها فنعم ما ربّوا ونعم الابنة الصالحة"


ملاك المرغوب 
٢١/٣/٢٠١٥م
السبت؛ عيد ست الحبايب؛ عيد أهم انسانة في الكون <3

No comments:

Post a Comment