Monday, March 23, 2015

شريكي، كيف سيكون؟

في نقاش طويل مع أحد الأصدقاء عن الارتباط وعن مسألة شريك العمر، استطعت أخيرًا أن أوضح وجهة نظري.. 

مشكلتي مع الارتباط: مشكلة فكرية
لأني مؤمنة بأن الارتباط والحياة الزوجية لا تقتصر على فستان أبيض وليلة فرحٍ كبيرة ومن ثم ننجب أطفالًا وتستمر بنا الحياة.. 
الارتباط في نظري أعمق إلى حدٍ ما وأبسط! 

بدايةً، لا توجد لدي مشكلة مادية. الحمدلله أني أستطيع التعايش مع البساطة بل إني أفضل العيش بها، وبإمكاني وبكل حب أن أشارك في بناء حياتنا من الصفر، وعلى البساط الأحمدي! بكل رضا وبكل سعادة نفسية.. 
لكني لا أستطيع أن أقبل بشريك حياة أقل مني أهدافًا، حلمًا، طموحًا وفكرًا! 
مثلما أنا مليئة بالحياة، بالحب، بالطموح، بالأمل وبالبياض، أريده أكثر مني تفاؤلًا، تحديًا وإصرارًا. 
الرجل الذي يعتقد أن وجوده في حياتي هو الذي سيضيف لي الحياة، أنا في غِنى عنه! الرجل الذي يعتقد أن حياتي واقفة عليه، وأن أحلامي كلها غدت حقيقة حين قابلته، أنا في غنى عنه أيضًا. أنا في غنى عن أي شخصٍ يظن أن له الأفضلية في علاقتنا أو أن حياتي بدون حضرته لا تساوي شيء.. 
الارتباط في نظري يعني أنه مثلما هو يكمّلني فأنا أكمّله، مثلما قوّته تقوّم أنوثتي فعاطفتي أيضًا تليّن صلابة منطقه، رجلاً يقدر كياني ويقدر وجودي ولا يلغيني ولا أسيطر عليه. 

على الرغم من أني أحب البساطة في كل شيء، بل حتى في العلاقات العاطفية أنا أؤثر كلمة حب صادقة تبقيني اليوم كله شاردة الذهن أفكر فيها على أن تأتيني كنوز الدنيا كلها ولا أشعر معها بحبٍ يدغدغ مشاعري، حب يوقظني الليل لأفكر به هذا إن استطعت النوم أصلًا! ويملؤ روحي بالحياة.. إلا في الارتباط فإن معاييري في البساطة فيه مختلفة! ولست بسيطة للحد الذي يجعلني أرضى بأن أتنازل وأن أعيش حياة عادية مع رجل عادي وعائلة عادية تمر على الدنيا وترحل دون أثر يُذكر.. 

ملاك المرغوب 
٢٣ مارس ٢٠١٥

No comments:

Post a Comment