Wednesday, January 7, 2015

إلى الدكتورة سامية العمودي، رسالة حب!

حينما يمرض الذين نحبّهم، نتمنّى لو أن المرض أخطأهم وأصابنا! 
لأننا نخاف عليهم من الألم، من الوجع، من ليالٍ تخلو من النوم ويملأها السهر، من آهاتٍ وأنين وضعف.. 
كل الفكرة هذه تغيّرت عندي تمامًا منذ سمعت خبر إصابة الدكتورة سامية العمودي بورم آخر بعد استراحة محاربٍ دامت تسعة أعوام؛ لسبب واحدٍ فقط: لأني أعلم يقينًا أن المرأة هذه لا تستسلم! لأنها أول عربية حصلت على جائزة الشجاعة! لأنها المرأة التي قالت "السرطان هو رسالة حب من الله، فهل تحبني يارب إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه؟" 
لأنها المرأة التي اختارت أن تكسر حاجز الصمت وتتكلم بكل إيمان وقوة عن حربها الأولى مع السرطان وعن انتصارها في الحرب! لأنها المرأة التي ألهمت الآلاف من حولها وكانت لهم خير نموذج في مواجهة السرطان والقضاء عليه! لأنها المرأة التي قالت "لا أريد لأي سيدة أن تعاني" وكرّست جهودها في التوعية وفي التمكين الصحي. لأنها المرأة التي يريد الله لها أن تلهم باقي نساء/رجال العالم فاختارها مرة أخرى ليرينا مدى صبرها، وليريها مدى حبنا لها ❤️

عن نفسي، لم أضع الخسارة إحدى الخيارات المتاحة في هذه الحرب، لأني مؤمنة بإيمانها القويّ وتماسكها، لأنها شخصيًا لطالما علّمتني أن أحارب من أجل الوصول إلى هدفي وأن لا يوقفني شيء، فالأولى أن تنهي حربها التي بدأت وأن تقضي على الورم بكل شجاعة كما عهدناها. 

في حديثي معها اليوم أخبرتها أني مُشفقة على هذا الورم الذي أصابها لأنه لم يعرف بعد من هي سامية العمودي؟! وأخبرتها أنه بالتأكيد سيندم، سيتصاغر أمام صبرها وسيرحل للأبد لأنها أكبر منه ولن تسمح له بأن يمسّ روحها وستظل تحاربه. 

دكتورة سامية، اليوم نحن جميعًا عائلتك، نحن لكِ عبدالله وإسراء، قلوبنا معكِ تدعي، تصلّي، تستغيث وتسأل الله أن يكون السرطان سلامًا وبردًا على قلبك وجسدك، وأن يزيدك نقاءً، بياضًا وعطاءً وصحّة دائمة لا تنقطع بإذن الله. 

دكتورتي، والدتي، مُلهمتي، حبيبة قلبي وستّ الكل؛ الكلمات تخونني أمامك، وعزائي الوحيد أني أعرف مدى قوة إيمانك! 
مهما كتبت ومهما قلت لن أوصل حجم الحب الذي أحمله لكِ في قلبي إلا بالدعاء في ظهر الغيب، وأنتِ لي مثل والدتي ودعواتي تحفّك ليل نهار، صبحًا ومساء، وفي وتري وبين الصلوات ❤️

أخيرًا وليس آخرًا: لو أن السرطان يتحدث لقال "اكتفيت، هزمتِني ياسامية بإيمانك!" 


بنتك: ملاك المرغوب. 
الأربعاء، ٧-١-٢٠١٥. 




No comments:

Post a Comment