Tuesday, November 11, 2014

مواقف عميقة، في المُستشفى!



في المستشفى، في المكان الوحيد الذي تكون الإيجابية فيه تعني مرضًا أو نقصًا أو علامة حمراء تحتاج لرعاية واهتمام.. 
في المستشفى، حيث تُولد أرواح وتُقبض أخرى، حيث صرخات الفقد والفرح تختلط علينا فلا نميّز بينها.. 
في المستشفى، حيث دوام الأطباء الروتيني، محاضرات الطلبة ودراستهم التي لا تنتهي، ويوم عمل آخر مثل غيره لباقي الموظفين..
في المستشفى، دائمًا يكون كل يومٍ في المستشفى وكل ساعة وكل ثانية وقت مميز للمريض، لأهله، لأصحابه، لأحباب قلبه أو يكون تغيير جذري لكل حياته..
في المستشفى، اليوم العادي في نظرنا هو يوم كبير في نظرهم.. 
في المستشفى، حيث الاعتياد والروتين جرّد بعضنا من المشاعر، حيث الصوت العالي والتشخيص الصحيح لورمٍ خبيثٍ نادر يتسابق عليه الطلبة ليأخدوا شرف الإجابة بلغة لا تُفهم أمام المريض ولا تُطمئن نظراته القلقة من المصطلحات الصعبة.. 
في المستشفى، حيث البعض يستهين بألم البعض، حيث البعض لا يقدّر خصوصية البعض، وحيث البعض لا يكون "إنسانًا" مع البعض.. 

في المستشفى، حيث الإنسانية تأتي أولًا! 


كطالبة طب في السنة الرابعة دراسيًا، وعمليًا أول سنة يكون فيها احتكاك حقيقي مع المرضى، شعرت بثقل هذه المسؤولية لأول مرة حين جائتني امرأة تسألني ماذا كُتب على الورقة؟ * والذي كان مكتوبًا عليها
"Advanced Breast Cancer - stage 4" 
"سرطان ثدي في مراحل متقدمة" * 

دائمًا لي نظرتي المختلفة عن باقي الناس من حولي، وأجزم أني ولا لمرة في حياتي كلها ظننت بأن دوري في الحياة سيبدأ فقط حين أتخرج وأكون طبيبة وأبدأ في مزاولة مهنة الطب! على العكس تمامًا، أنا مؤمنة بأن دوري يبدأ من الآن، بغضّ النظر عن كيفية تفعيل دوري، ولكن أنا لي دور! 

وأحد الأدوار التي وضعتها لنفسي هو دور "الإنسانية"برغم أنها طبيعةً وفطرةً جُبِلنا عليها إلا أنها للأسف في تناقص! فقررت أن أبدأ بنفسي وأن أكون إنسانة وأنال شرف الإنسانية قبل أن أنال شرف الطب أو مسؤوليته العظيمة.. 

وخلال رحلتي في الطب والإنسانية، أحببت أن أدوّن بعض المواقف التي تحصل لي، ربما تكون عاديّة لكم ولكن كل شيء سيُكتب هنا سيكون غيّر في ملاك الشيء الكثير!
سأكتب، وفي كل مرة سأدعي الله أن يظل قلبي رحيمًا، رقيقًا، ويظل كلامي طيبًا، حلوًا، وتظل ابتسامتي مُشرقة تصنع يوم من حولي، وأن يزدني الله إنسانية ويعظّم قيمة الإنسان في قلبي، وأنتم أمِّنوا لهذا الدعاء! ❤️ 


ملاك المرغوب 
الثلاثاء، ١١ نوفمبر ٢٠١٤م 
١٠:٠٠ مساء 

2 comments:

  1. ملااااااااااااااااااك ربي يسسسسسسعد قلبك كلامك جميل ...

    اخوك الصغير وهاج 😍

    ReplyDelete