يبدو أنني نضجت هذا العام وسيشهد عمر العشرين سنة تغييرات جذرية في أفكاري، فخلال الأعوام الماضية كان رمضان يدخل علينا وأنا كلي حماسة لختم القرآن فرمضان الفائت ختمت القرآن مرتين وكنت على وشك الانتهاء من الثالثة لولا أن العيد أقبل علينا، كنت أعتبر رمضان شهر ختم القرآن وصلاة التراويح فقط، هكذا كان مفهوم رمضان بالنسبة لي ..
ثمة أشياء كثيرة تغيرت في حياتي، وكأن آفاقًا جديدة تفتَّحت أمامي حينما فكرت مليًا في العبارة التي نقولها عندما نهنئ عائلتنا وأصدقائنا بهذا الشهر الفضيل (كل عام وأنتم إلى الله أقرب) أحقًا القرب من الله يقتصر على الصوم والصلاة والعمرة في رمضان وهل هذا هو المقصود!
استفتيت قلبي، لأن مبدئي الأول في الحياة قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك) ووصلت بتفكيري أنني سأكون قريبة من الله أكثر لو أنني حققت الغاية من خلقي والتي هي إعمار الأرض .
وأخيرًا وصلت إلى نتيجة وبعدها اتخذت قرارًا حاسمًا، وبما أنني اكتشفت جوانبًا أخرى في شخصيتي، سأجعل رمضان هذا غير، سأطور فيه نفسي، سأنظم فيه وقتي بشكل أكبر، سأختم القرآن فيه وفي المقابل لن أترك قراءة القرآن وختمه طوال العام ولو على الأقل مرة واحدة، سأكمل سلسلة المحاضرات التي بدأت في استماعها، سأكمل قراءة الكتب التي تنمي فكري وتزيد ثقافتي، سأحرص على أن يكون عامي كله رمضان، وسأساهم في أعمال الخير والتطوع في رمضان وفي غيره، فرسالتنا هي إعمار الأرض وهي الطريقة التي نكون بها أقرب إلى الله.
No comments:
Post a Comment