Wednesday, July 10, 2013

بلا عينيكِ..


كل رمضان يأتي، يجدد ذكرى الحزن، ذكرى الإنكسار الأول والدمعة الأولى..
ذكرى فراق جدتي، نور عيني, حب قلبي، والحياة التي كنت أعيشها لها.. 

الآن.. بعد مرور أربع سنين مازلت أتذكر الصدمة الأولى، ومايزال هناك حزنًا ساكنًا قلبي لا يتزحزح.. 
أذكر جيدًا كيف كنت هشَّة، كيف كسرني الرحيل وكيف هزَّ قلبي وكيف أصبحت واهنة من الفقد.. 

قبل أربع سنين من الآن لم أكن أتصور أني سأكون قوية للحد الذي أستطيع فيه أن أعيش وأكمل حياتي بلا عينيكِ، لم أكن أتخيل أن رمضان سيقبل بفرحته التي لا ينغِّصها سوى رحيلك ولم أكن أتخيل أن الله سيربط على قلبي ويقويني على فقدك.. 

ولكن.. أنا الآن أكتب، أكتب لك بعد مرور كل هذه الأيام، كل الأيام السعيدة التي مضت والتي كنت أدعي الله فيها ليل نهار أن يوصل سعادتي إليكِ وأن تعلمي أني صرت أقوى وأنضج من السابق.. ولتعلمي أني كبرت ياجدتي.. كبرت جدًا وأصبحت أتحكم في حزني، لست تلك التي تبكي بجنون أمامهم إذا ذكروا اسمك أو تذكروكِ! لا ياجدتي لقد تغيرت.. أصبحت أعلم أن ثمة أحزانًا مقدسة جدًا ولا تحتمل أن نشارك حُرمة دموعها مع الآخرين..

صرت أبكيكِ وأنا ساجدة.. وأنا قريبة من الله أكثر.. وأنا بين يديه.. وأنا أعلم يقينًا أنك تنتظرين دعائي في الناحية الأخرى من العالم وتتباهين بي.. 

تغير تفكيري، في السابق كنت صغيرة على الفقد وكنت أظن أن الحب قد توقف بيننا بمجرد رحيلك وأنني غير قادرة على الوصول إليك طالما أنك لستِ هنا.. الآن صرت موقنة أن الفاصل بيننا ليس إلا حفنة من تراب وكفن أبيض يغطي جسدك الطاهر وأنك مازلتِ تسكنين قلبي حتى وإن كنا نعيش في أماكن مختلفة.. 

رمضان أتى اليوم مشتاقًا لكِ، مشتاقًا لصوتك الرقيق وأنت تقرئين ياسين ويوسف.. كل الأماكن مشتاقة لك وكل الوجوه تنتظرك كي تبتسمي حتى تكتمل فرحتها.. 

" اللهم إن جدتي نزلت بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبحت فقيرة لرحمتك وأنت ياغني غنيٌّ عن عذابها. اللهم وأنت تعلم.. أنها لو كانت ضيفتي لأكرمتها، فأكرمها بجودك ياواسع الكرم ياحنَّان" 
اللهم آمين. 





No comments:

Post a Comment