Saturday, July 27, 2013

معنى السعادة


لو بحثنا عن تعريف السعادة في المعاجم والكتب سنجد تعريفًا بسيطًا يعرفها فهي الإحساس بالرضا والفرح والارتياح.. أما لو بحثنا عنها في دواخلنا لوجدنا أن معناها أعمق من ذلك بكثير.. 

السعادة في نظري هي حين أكون على طبيعتي البسيطة أضحك مع صديقاتي، أشاركهن كل لحظات حياتي بلا خجل وبلا تكلُّف! 
لم أكتب لهن من قبل، لأن الحب أحيانًا لا يوصف بكلمات ولا نشعر بعمقه إذا تحدثنا عنه أو إذا كتبناه. ولكن شيء ماتغير وجعلني أشعر بحاجتي للكتابة.. فقد طالت بنا هذه الإجازة وحرمتنا من الصباحات التي تجمعنا سويًا، من المغامرات التي نعيشها كل يوم ومن عناقنا اليومي الذي لا نمل منه ولن نمل.. 

ميساء، رنا، وعد.. 

كل واحدة منهن قصة، كل واحدة منهن أعجوبة وكل واحدة منهم مميزة لا تشبه غيرها.. 
ميساء هي النسخة الأخرى مني، وكأننا نعيش في جسدين منفصلين ولكننا نملك العقل والقلب والروح والتفكير نفسه! طريقتنا في الحديث واحدة، ضحكتنا واحدة وكثيرًا مايشبهون أصواتنا ببعض حين نتحدث! أسرارنا واحدة وأعرفها أكثر مما أعرف نفسي والعكس صحيح مما يوقعني في مشاكل معها حين أفكر بالكذب عليها! أغرب هواية نتشاركها أنا وميساء هي هواية "التأمل في اليد" فقد تمر علينا ساعات ونحن نتأمل في كفينا ونرسم خطوطًا عليها ونتعجب! وأجمل شيء في صداقتنا أنها تفهمني من نظرة وتعرف مالذي ينقصني ومالذي أحتاجه.. 

رنا هي التي تشاركني لوني المفضل، قهوتي التي أحبها ومزاجنا في الأكل واحد! من المواقف السحرية التي تحدث لي معها حين نرتدي كل مرة نفس "الطرحة" دون أن نتفق ثم نضحك اليوم كله، وهي الصديقة المثالية وقت المحاضرات المملة حيث ننام سويًا ولا نهتم! رنا هي صديقتي التي أذهب لبيتها وبدلا من أن تستقبلني وترحب بي أجدها نائمة في حجرتها تنتظرني كي أوقظها أنا ثم نخرج استكمالًا "للدشرة"! منذ أول يوم في الإجازة ونحن نخرج سويًا كل يوم وشيء ما ينقصني هذه الأيام لأني لم أراها منذ بدأ رمضان.. 

وعد هي التي تهتم بنا، تمامًا وكأنها أمنا، هي أول حضن أقابله كل صباح ونستمع سويًا لأغاني الحب ونغرق في أحلامنا الوردية، هي التي أمارس معها دور الناصحة وأعطيها نصائح "موكائية" في كل فترة، وعد الخرافية التي تهدئنا كلما غضبنا، تخاف علينا وتوبخنا بقسوة على تصرفاتنا وتمر الأيام ثم تثبت صحة كلامها كله، وعد هي التي تجعلنا نبكي من الضحك عليها حين تغضب منّا وتصيح قائلة "أمشحا" ولن يفهم أحد في الكون معنى هذه الكلمة سوانا نحن الأربعة.. 


الحياة هذه منحتني السعادة على طبق من ذهب حين منحتني قلوب صديقاتي الوفية، أحبكنَّ يارفيقات الدرب وياحبيبات قلبي ولا حرمني الله من وجودكن في حياتي ❤

Saturday, July 13, 2013

رمضاني غير،، رمضاني خير..


يبدو أنني نضجت هذا العام وسيشهد عمر العشرين سنة تغييرات جذرية في أفكاري، فخلال الأعوام الماضية كان رمضان يدخل علينا وأنا كلي حماسة لختم القرآن فرمضان الفائت ختمت القرآن مرتين وكنت على وشك الانتهاء من الثالثة لولا أن العيد أقبل علينا، كنت أعتبر رمضان شهر ختم القرآن وصلاة التراويح فقط، هكذا كان مفهوم رمضان بالنسبة لي .. 


ثمة أشياء كثيرة تغيرت في حياتي، وكأن آفاقًا جديدة تفتَّحت أمامي حينما فكرت مليًا في العبارة التي نقولها عندما نهنئ عائلتنا وأصدقائنا بهذا الشهر الفضيل (كل عام وأنتم إلى الله أقرب) أحقًا القرب من الله يقتصر على الصوم والصلاة والعمرة في رمضان وهل هذا هو المقصود!  


استفتيت قلبي، لأن مبدئي الأول في الحياة قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك) ووصلت بتفكيري أنني سأكون قريبة من الله أكثر لو أنني حققت الغاية من خلقي والتي هي إعمار الأرض .

وأخيرًا وصلت إلى نتيجة وبعدها اتخذت قرارًا حاسمًا، وبما أنني اكتشفت جوانبًا أخرى في شخصيتي، سأجعل رمضان هذا غير، سأطور فيه نفسي، سأنظم فيه وقتي بشكل أكبر، سأختم القرآن فيه وفي المقابل لن أترك قراءة القرآن وختمه طوال العام ولو على الأقل مرة واحدة، سأكمل سلسلة المحاضرات التي بدأت في استماعها، سأكمل قراءة الكتب التي تنمي فكري وتزيد ثقافتي، سأحرص على أن يكون عامي كله رمضان، وسأساهم في أعمال الخير والتطوع في رمضان وفي غيره، فرسالتنا هي إعمار الأرض وهي الطريقة التي نكون بها أقرب إلى الله. 

Wednesday, July 10, 2013

بلا عينيكِ..


كل رمضان يأتي، يجدد ذكرى الحزن، ذكرى الإنكسار الأول والدمعة الأولى..
ذكرى فراق جدتي، نور عيني, حب قلبي، والحياة التي كنت أعيشها لها.. 

الآن.. بعد مرور أربع سنين مازلت أتذكر الصدمة الأولى، ومايزال هناك حزنًا ساكنًا قلبي لا يتزحزح.. 
أذكر جيدًا كيف كنت هشَّة، كيف كسرني الرحيل وكيف هزَّ قلبي وكيف أصبحت واهنة من الفقد.. 

قبل أربع سنين من الآن لم أكن أتصور أني سأكون قوية للحد الذي أستطيع فيه أن أعيش وأكمل حياتي بلا عينيكِ، لم أكن أتخيل أن رمضان سيقبل بفرحته التي لا ينغِّصها سوى رحيلك ولم أكن أتخيل أن الله سيربط على قلبي ويقويني على فقدك.. 

ولكن.. أنا الآن أكتب، أكتب لك بعد مرور كل هذه الأيام، كل الأيام السعيدة التي مضت والتي كنت أدعي الله فيها ليل نهار أن يوصل سعادتي إليكِ وأن تعلمي أني صرت أقوى وأنضج من السابق.. ولتعلمي أني كبرت ياجدتي.. كبرت جدًا وأصبحت أتحكم في حزني، لست تلك التي تبكي بجنون أمامهم إذا ذكروا اسمك أو تذكروكِ! لا ياجدتي لقد تغيرت.. أصبحت أعلم أن ثمة أحزانًا مقدسة جدًا ولا تحتمل أن نشارك حُرمة دموعها مع الآخرين..

صرت أبكيكِ وأنا ساجدة.. وأنا قريبة من الله أكثر.. وأنا بين يديه.. وأنا أعلم يقينًا أنك تنتظرين دعائي في الناحية الأخرى من العالم وتتباهين بي.. 

تغير تفكيري، في السابق كنت صغيرة على الفقد وكنت أظن أن الحب قد توقف بيننا بمجرد رحيلك وأنني غير قادرة على الوصول إليك طالما أنك لستِ هنا.. الآن صرت موقنة أن الفاصل بيننا ليس إلا حفنة من تراب وكفن أبيض يغطي جسدك الطاهر وأنك مازلتِ تسكنين قلبي حتى وإن كنا نعيش في أماكن مختلفة.. 

رمضان أتى اليوم مشتاقًا لكِ، مشتاقًا لصوتك الرقيق وأنت تقرئين ياسين ويوسف.. كل الأماكن مشتاقة لك وكل الوجوه تنتظرك كي تبتسمي حتى تكتمل فرحتها.. 

" اللهم إن جدتي نزلت بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبحت فقيرة لرحمتك وأنت ياغني غنيٌّ عن عذابها. اللهم وأنت تعلم.. أنها لو كانت ضيفتي لأكرمتها، فأكرمها بجودك ياواسع الكرم ياحنَّان" 
اللهم آمين. 





Tuesday, July 2, 2013

أصنع ذكرياتي..

يمر اليوم عاديًا ولا شيء فيه يذكر.. 
يأتي النصف الأخير من الليل ويذكرني بك، تمر ذكرياتنا أمام عيني مرتبة، تبدأ منذ أول مرة اعترفت فيها بالحب وتنتهي عند آخر عناق.. 
تصدق، حتى اللحظات التي أعيشها معك أحرص بشدة على أن أحبسها داخل ذاكرتي وأسجنها، أحب كل لحظة أقضيها معك وأحب أنني أصنع الذكريات معك.. 
كل كلمة تقولها، كل حركة تقوم بها، كل لفتة وكل همسة وكل غمزة أحتفظ بها في قلبي.. 
حبك له قدرة عجيبة على خلق السعادة، رسم الابتسامة وتلوين الحياة.. 
ومعك أنا أرضى بكل شيء، فكلمة واحدة منك كفيلة على إيجاد مخزون كامل من البهجة في حياتي.. 
أحبك.. ولو أن أيامي كلها تقليدية ولا يغيرها شيء سوى صوتك فأنا سعيدة بحياتي كلها..