Wednesday, January 4, 2017

ليلة رأس السنة: حمراء بالدم.

مضى عام ٢٠١٦ بكل جروحه ومواجعه، بكل الإرهاب والترويع الذي حصل، بحوادث الدهس والإنفجارات والمجازر والقتل.. بصوت المدافع وصرخات الأطفال والدم الذي صار ماءً وماعاد دم! 
وبكل لحظات السعادة التي عشناها فيه ودوّنّاها في مذكراتنا وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفي قلوبنا حتى.. 
وتمنينا جميعًا عامًا جديدًا سعيدًا بلا خوف ولا حرب ولا دمار.. 

فجائت الفاجعة أقوى من كل الأمنيات التي تمنّيناها بالسلام! 
طلق ناري وسفك للدماء لأشخاص كل ما عملوه أنهم ذهبوا لتناول وجبة العشاء في مطعم رينا، فذهبوا أشخاصًا عاديين ولم يخرجوا منه إلا شهداء عند الله سبحانه وتعالى.. وأما البعض من أصحاب القلوب المريضة -أو عفوًا من الذين لا يملكون قلبًا من الأساس- فلم يترحم عليهم ولم يُفجع لرحيلهم ولا للارهاب وللقتل بل انشغل وللأسف بالنوايا والوصايا وتقرير المصير والبعض حتى منع الرحمة عنهم وقذفهم وطردهم من الجنة وكأنه يملك مفاتيحها وقال أنهم كانوا في ملهى ليلي فهم لا يستحقون دعائنا وكأنه يبرّر للإرهاب والقتل! 

هل وصل البعض لهذه المرحلة من البؤس وانعدام الضمير؟ أرواح بريئة سُفك دمها بغير وجه حق وهم يقررون إذا كان من الصالح أن نترحم عليهم أو أن الأسلم أن نقذفهم ونلعنهم احتياطًا لكي ندافع عن حرمة الدين والإسلام. 

الإسلام؟ إن كان الإسلام سيزرع في قلبنا خصلة واحدة فقط فستكون السلام. أي سلام تتحدث عنه وأنت تقتل روحًا وتقرر مصير روحًا أخرى وأنت تقول الله أكبر! أي سلام هذا الذي روّعت به الآمنين؟ يتّمت الأطفال وحرمت كل شخص من حبيبه بحكم الدين؟ أهذا الدين الذي بُعث محمد  ﷺ ليقيم به العدل ويرفع الظلم عن العالم؟ لا أظن أنكم تعرفون الإسلام حقًا إذًا! 

إن كنتم تعرفون الإسلام، لكانت قلوبكم ذابت مع دموع أهاليهم عليهم، ٣٩ ضحية بريئة من مختلف الجنسيات والأديان والألوان سُفك دمها، بكت عوائلهم، لم يستقبلوهم هذه المرة استقبالًا حارًا بعناق وسلام بل استقبلوهم في النعش وبدأوا في العزاء.. 

إن كنت ماتزال راضيًا عن ما حدث، الموت لا يهزك ولا يهيبك، تحصد الأرواح البريئة من حولك في كل مكان وأنت تسأل عن ماهية ظروف وفاتهم حتى تقرر هل تترحم عليهم أم تلعنهم وتقول عليهم من الله مايستحقون فأعِد النظر في تفكيرك مرة أخرى واسأل نفسك مالفرق بينك وبين الإرهابي الذي حمل سلاحه ونفّذ الهجوم بدمٍ بارد وهو يقول "الله أكبر"؟ 


تعازينا لأهالي المفقودين، لكل الأشخاص البريئين الذين نحسبهم شهداء عند الله.. شهد سمّان، لبنى غزنوي، نورة البدراوي، محمد وأحمد الفضل وكل ضحايا الإرهاب، اللهم ابدلهم دارًا خيرًا من دارهم، وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واربط على قلوب أهاليهم بالصبر والسلوان.. 


ملاك المرغوب 
٤-١-٢٠١٧