ولكنها لم تكن المرة الأولى التي فيها نلتقي!
اعتراني خوف أو ربما خجل؟ من فرط شعوري معك أصبحت لا أميز بين مشاعري.. فإذا بكيت أظن أني سعيدة مرة وإذا بكيت أخرى فأظن أني أخشى الفراق الذي سيأتي لا محالة..
في المرات السابقة كنت كلما لقيتك تأملت وجهك طويلًا كأني أخشى من أن أودعه وأودّ أن أحفظ تقاسيم وجهك كلها عن ظهر قلب.. أنا العاشقة جدًا والتي سرعان ما ينقطع تأمّلها بقبلة تخطفها أنت من وجنتي فأضحك خجلًا وأعاود تأملي مرة أخرى بلا ملل ولا كلل!
أحب أن أتصفّح وجهك كأنه كتاب عتيق، كتاب فيه أقداري المجهولة كلها، كتاب يحتضن اسمي بين صفحاته كعنوان رئيسي، كاسم البطلة ربما!
من قبلك لم أكن أعرف بأن ثمة عبادة أسمها التأمل، ومعك صار تأمّل بديع خلق الله فيك عبادتي التي أحبها جدًا.. عبادتي التي تقرّبني من الله أكثر. ومن بعدك صرت أؤمن بأن التأمل مع وفي من نحب عبادة مقدسة، عبادة لا يبلغ تمامها إلا العاشقين.
حينما تحتضن كفي كفك، أشعر وكأن العالم كله مضى خلفنا وأنا وأنت وحدنا في مكان قصيّ، مكان لا يصله أحد، بعيد جدًا.. دافئ جدًا.. مليء بنا.. الرعشة التي تسري في جسدي من بعد لمستك تتحول لنشوة من السعادة والحزن، كيف يجتمع الضّدّين في وقت واحد لا أعلم! ولكن الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أني أحبك بعد كل رعشة.. أكثر وأكثر!
شوقي لك في حضرتك هذا وحده جنون، ولكن سيدي، أصل الجنون هو حين وقعت في حبك من المرة الأولى.. كل جنون بعده لا يُحتسب! هل يُلام المجنون على ارتكاب جنونه؟ محال.
وجودي معك مدّني بالقوة أكثر، منحني الأمان وسلّحني بالإيمان أكثر، منذ أحببتك ارتفع صوتي بالدعاء أكثر، صرت أنادي باسمك أن يارب أحبه و أتضرّع كل ليلة لله أكثر.
سبحان الله في حبك الذي زرعه في قلبي بلا كلفة والله أكبر، الله أكبر من كل شوقٍ يذيب قلبي لك، الله أكبر من كل خوفٍ يعتريني في غيابك ومن كل سعادة تحتضن قلبي في وجودك وتحنو عليّ.. لو كان العشق يزيد إيماني أنا لا أودّ أن أفيق منه ولو في حين غفلة.
أحب كل شيء معك، حتى نفسي أحبها في وجودك، أنا ياسيّدي والله أحبني فيك أكثر! وفي غيابك أنا لا أحتاج نفسي.. نفسي الخاوية بدونك التي يفتق الحنين بها ويهزمها الشوق أكثر.. برغم أني امرأة قوية، امرأة لا يهزمها الحب ولكن حبك هزمني.. وصرت أحب حتى ضعفي معك واستسلامي في حضرتك تصوّر!
هذه المرة.. حين التقينا.. كان كل شيء مختلف.
الشوق في ازدياد واللهفة لا ترحم قلبي ولا قلبك.. بعد الغياب الذي دام زمنًا طويلًا خاليًا إلا من الرسائل وبعض الصور.. كان الصمت هذه المرة هو سيد الموقف.. بلا كلام فقط بالعناق وبالقُبل..
وعانقتك، واحتضنتك بين أضلعي، ونسيت كل الزمان المر وكل الشقاء والتعب ونبتت بين أضلعي زهرة بيضاء، ونظرت لعينيك طويلًا.. فنسيت كل العتب...
آخر الكلام؛ وجهك مرآة سعادتي، لا تغب عني طويلًا حبيبي ولا تقطع عني الأمل.
ملاك المرغوب
١٣-٦-٢٠١٦، الاثنين ٦:١٥ صباحًا
جدة، السعودية