حفظت سورًا كثيرة بلساني عن ظهر غيب، حفظتها وفي كل صلاة أصليها أرددها ولكني حينما كبرت دعوت الله أن يعلمني كيف أحبه.. احتجت لأن أحب الله بطريقة لا تجعلني أخافه حين أتأخر على الصلاة، بطريقة تجعلني أترك كل شيء مهما بلغت أهميته وأصلي لأني اشتقت لأن أناجيه! بطريقة أصلي فيها وأنا في حالة حب واحتياج لا في حالة فوضى وعادة اعتدت عليها، بطريقة تجعلني حين أضعف أهرب من نفسي إليه وأخبره بأني ضعيفة وأني أحتاجه..
دعوته أن يلهمني طريقة يكون لي فيها أقرب من نفسي إلي، وأحنّ من نفسي عليّ، وأحب إليّ من نفسي، وأخيرًا ألهمني الله كيف أحبه..
في كل مرة أكون غارقة فيها بالمذاكرة، بالانشغال، أو أكون متعبة من الضغوط تأتي آية على بالي، أبحث عنها في أي سورة وأقرأها، أشعر وكأنها كتبت مخصوصة لي، تصفني، تناجيني، وتطبطب علي روحي بحنية، فتستقر في قلبي وكأني ماعمري قرأت هذه الآية من قبل ولا سمعت بها..
اكتشفت أن القرآن حينها يلمس قلبي، وأن الله معي في كل ثانية، قريب مني (فإني قريب) وأني مهما ارتكبت من أخطاء فـ (نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم) وأنه مهما خفت من شخص أن يمنع عني رزقي فـ (مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) و مهما تأجلت أمنياتي فإنه يقول (وماكان ربك نسيًّا)..
واكتشفت أن لله طرق كثيرة يبين لنا فيها كيف يحبنا، وإحداها أن نشعر بأننا نحتاج له فيغرقنا بحبه حتى اللانهاية ❤️