Friday, September 6, 2013

أحب أخطائي!

الوحيدون الذين يغضبون من أخطائهم هم الحمقى! أما عن نفسي فإني أحب أخطائي؛ لأن تعريف الخطأ عندي مختلف! (الخطأ: هو نقص في الفهم) وحين أخطئ سرعان ما أبحث عن مكان النقص وأكمله بكل جدية مهما كلفني الأمر ومهما بدى صعبًا..
وأحب أخطائي لأني حين أخطئ وأشعر بعدها بتأنيب الضمير أضاعف جهودي لكي أتخطَّاها ولكي أصوِّبها. 

نحن لسنا ملائكة! نحن بشر.. وهذه من طبيعتنا، ومتى توقفنا عن فعل الأخطاء فهذا يعني أننا بدأنا نتخلى عن آدميَّتنا وبدأنا نتحول لملائكة! 
إن من أسماء الله الحسنى اسم الغفور، ولو تفكرنا للحظات في الاسم لوجدنا أن الغفور هو الذي يكثر من غفرانه لعباده، وهو من يعفو عن السيئات شاملة كاملة، وهو بالمناسبة صيغة مبالغة، والاسم اذا ما جاء على صيغة مبالغة فهذا يعني المبالغة كمًا ونوعًا، أي أن المغفرة تشمل مليار ذنب وخطأ.. فلماذا نعطِّل اسمًا من أسماء الله الحسنى ولا نخطئ ونخاف من الخطأ حين يقع ونهرب من مواجهته؟ 

كل الأخطاء التي اقترفناها في الماضي جعلتنا نكتسب خبرة جديدة وتجربة فريدة في الحياة، كلها علمتنا أننا كنا على صواب ولكننا انحرفنا خطوة عن المسار، كلها ساهمت في تشكيل شخصياتنا التي نحن عليها الآن، كلها جعلتنا ننضج في وقت أقصر، وجعلتنا نشعر بلذة تمام الشيء بعد نقصانه.. 
الأخطاء هي التي تضيف حياةً إلى حياتنا حين نحسن التعامل معها، وحين تكون نيتنا فعلًا أن نتعلم منها وأن لا نكررها مرة أخرى وأن تكون شاهدة لنا على تحويل مسارنا دائمًا للأفضل. 

الذين يعيشون في قفص المثالية ويترفَّعون عن ارتكاب الأخطاء أولئك لم يشعروا بطعم النجاح مطلقًا، فماهو مقياس النجاح لشخص لم يخطئ ولا مرة حين يفعل أمرًا جيدًا كالعادة؟ هل نقارنه بشخص أخطأ مرة ومرتين وثلاثة ثم أتقن عمله؟ هل شعور النجاح يتساوى لكلا الطرفين؟ مُحال. 
في معادلة بسيطة للإنسان الناجح نجد أن الأخطاء والقرارات الخاطئة تعني الخبرة، والخبرة هي الطريق للقرارات الصائبة التي بدورها تعني النجاح. 

وأخيرًا، قال حبيبي خير الأنام صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم، لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم)، أنا لا أدعوكم لارتكاب الأخطاء ولتفسير الحديث على هواكم، أنا أدعوكم لمواجهة أخطائكم بشجاعة وعدم الخجل منها، وجعلها نقطة التحول والإنطلاق! 


ملاك المرغوب. 
فجر السابع من سبتمبر، ٢٠١٣م.